تعد وضعية الامتحان من اللحظات الحاسمة و المهمة التي تحدد نجاح الفرد في الامتحان المهني. يتكون الامتحان المهني عادة من اختبارين: الأول يتعلق بالممارسة المهنية للمرشح و الثاني يتعلق بمجال التخصص الذي يختبر فيه، على سبيل المثال:
– هيئة التدريس:
تمتحن هيئة التدريس في مجال البيداغوجي و الممارسة المهنية، وأيضاً في مجال التخصص.
– المكلفون بمهام الإدارة التربوية:
يقوم المسؤولون عن الإدارة التربوية بإجراء اختبار عام في مجال التربية والتكوين، بالإضافة إلى اختبار في مجال التدبير التربوي والإداري والمالي للمؤسسات التعليمية.
– هيئة التوجيه والتخطيط التربوي و هيئة الدعم الإداري والاجتماعي:
تجتاز امتحانا حول مواضيع النظام التربوي وامتحانا في مجال تخصصها.
– هيئة التقنيين العاملين بوزارة التربية الوطنية:
تجتاز الاختبارات الكتابية التي تخص مختلف التخصصات الفرعية لهيئة التقنيين.
تجرى هذه الاختبارات على مختلف أصنافها عادة في شكل مواضيع تربوية، مما يثير تساؤلات حول الطريقة المناسبة للإجابة على الموضوع التربوي.
الامتحان المهني : طرق تحليل الموضوع التربوي:
تحليل الموضوع التربوي يعتمد بشكل أساسي على خطوات منهجية منظمة ومنسقة، حيث يجب أن تكون الأفكار متسقة ومترابطة بشكل متواصل. ولذلك، من الضروري السيطرة على الربط بين الأفكار والفقرات واختيار نوعية الأسلوب المناسب، والذي يجب أن يكون علميا ومنطقيا وسلسا. ويجب أيضا أن تأخذ كل مرحلة في تحليل الموضوع في الاعتبار الإنجازات التي تمت في المراحل السابقة.
أساسيات منهجية:
1 – القراءة الأولية:
يجب التركيز على فهم الموضوع التربوي المطروح في البداية. لذلك، ينبغي قراءة وإعادة قراءة الموضوع عدة مرات إذا لزم الأمر، و يتم تحليل المفاهيم الأساسية وتسليط الضوء على الكلمات الرئيسية والروابط المستخدمة لتحديد المشكلة الرئيسية وبالتالي وضع الأسس الأولية لتصميم الموضوع.
عند قراءة الموضوع لأول مرة، يُوصى بتحديد المفاهيم الرئيسية التي تتناسب مع المشكلة بشكل كامل. يُمكن الإشارة إلى الأفكار الهامة وتحليل الكلمات الرئيسية التي تساعد في فهم الموضوع.
2 – أهمية مسودة الإجابة:
يجب أن نبدأ بتنظيم الأفكار على ورقة التسويد كخطوة تحضيرية، وترتيبها بناءً على علاقتها ببعضها البعض، وهذه الخطوة الأولية ضرورية. من الضروري أيضا تجنب الوقوع في الخطأ الشائع الذي يتمثل في محاولة الإجابة على الموضوع مباشرة، دون العمل على المسودة أولا. كما يُفضل عدم بدء كتابة المقدمة في المرحلة الأولى، بل يجب وضع الأفكار المتعلقة بالمقدمة بعد الانتهاء من تصميم الموضوع الذي سيتم الحديث عنه في المقدمة.
3 – ضرورة وضع التصميم:
غالبا ما يتجاهل المرشحون أهمية وضع التصميم، معتقدين أنه لا فائدة مرتقبة منه وأنه مجرد إهدار للوقت والجهد .
تصميم الخطة يعتبر خطوة هامة في العمل، حيث يساعد المرشح على تنظيم إجابته وتأطيرها بشكل مناسب، مما يضمن عدم الخروج عن الموضوع، من ناحية أخرى، يمكن الحفاظ على التناسق والتوازن بين العناصر الرئيسية لهيكل الموضوع وضمان الانسجام بينها. (مقدمة، عرض، خاتمة).
الامتحان المهني : الصياغة و التحرير:
من المعروف أن كتابة وتحرير موضوع تربوي عادة ما تتبع الهيكل الثلاثي الكلاسيكي: المقدمة، العرض، الخاتمة. تعد المقدمة بمثابة تمهيد ومقدمة لطرح المشكلة الأساسية للموضوع، أما العرض فيبدأ المعالجة الفعلية للموضوع من خلال تحليله وتفكيك عناصره ومناقشة أفكاره، و الخاتمة تُعتبر تلخيصًا موجزًا للاستنتاجات والنتائج المتعلقة بالموضوع المدروس.
1 – المقدمة:
عندما البدأ في صياغة المقدمة، يجب أن أولا ان نبدأ في القيام بالأعمال التحضيرية التي تعتمد بشكل أساسي على قراءة و فهم و تحليل الموضوع . ينبغي أن تركز المقدمة على الإشكالية الرئيسية بدلاً من أن تكون مجرد ملخص أو عرض للموضوع.
عند الانتهاء من تحديد وتحليل المفاهيم الأساسية للموضوع، ننتقل إلى كتابة المقدمة في مرحلتين : يجب أن نبحث عن المبدأ الموجه والخيط الناظم لوضع المنهجية التي تساعد في فهم الموضوع. يجب أن تكون المقدمة موجزة ومتجنبة للتفاصيل، وتجنب الخوض فيها. ينبغي أن تكون متسقة وبسيطة ومباشرة.
2 – العرض : تحليل و مناقشة الإشكالية العامة.
من الضروري في البداية العودة إلى السؤال الأساسي وتحديده، ثم إعادة صياغته وتفكيكه ودمجه في سياق النقاش والتحليل. يجب أن تتقدم مناقشة الموضوع بشكل تدريجي ومتساوٍ، مع إعادة تعريف إشكالية الموضوع مرارًا وتكرارًا، مع مراعاة المنطلقات التي قمنا بتحليلها.
وبالإضافة إلى ذلك، يتم عادة شرح وتحليل الموضوع في جزأين أو ثلاثة أجزاء، وذلك اعتماداً على التصميم المعد في البداية. و يجب دائما العودة إلى العمل التحضيري، واستخدام المراجع والوثائق التربوية التي تمت مراجعتها، وإعادة النظر في كل سؤال والجواب عليه بحيث يكون هناك اتساق بين التصميم الأولي والتقدم التدريجي في التحليل ومناقشة الموضوع.
من الأفضل أيضًا أن يتم مناقشة الأفكار باستخدام مراجع تربوية معترف بها أو من خلال الخبرة المهنية في الميدان. يجب أن تكون جميع الأفكار مدعمة بتبرير كافٍ.
يجب تجنب الموافقة العمياء على الأفكار المقدمة في الموضوع، بل يفضل مناقشة الأفكار وطريقة تقديم الحجج والبراهين. كذلك، يتعين على المرشح إثبات وتوضيح منهجية اشتغاله وإبراز قيمة الموضوع، مع تجنب السقوط في العموميات والابتذال.
و يظل وضع الأسئلة من بين أفضل الطرق المعتمدة في التعامل مع قضايا التعليم : ( أهمية الموضوع، تأثيراته والافتراضات المتعلقة به، ومجالات الدراسة التي تتناول هذا الموضوع وتفسيره.….)
3 – الخاتمة
تحرير الخاتمة غالبا ما يتم تجاهله لأنه يأتي في نهاية وقت إنجاز الموضوع التربوي. فعلى الواقع، نعتبرها عبء إضافي يثقل كاهل المرشح، بينما يمكن لجهد بسيط أن يسمح له بسهولة بالقيام بهذا العمل. فلا يجب أبدًا نسيان أن أي موضوع يجب أن يكتمل بخاتمة، فإن عدم وجود خاتمة يجعل العمل غير مكتمل.. وبالإضافة إلى ذلك، يهدف الخاتمة إلى تقديم الخلاصة العامة للموضوع وإعادة التذكير بالمقترحات التي تم تطويرها خلال العرض بشكل موجز ومختصر.
وبناءً على ذلك، يجب التأكيد على أهمية الحفاظ على التوازن في كتابة الخاتمة. و لذلك، فإن وظيفة الخاتمة هو في هذا المعنى لا يمكن الاستغناء عنها، لأنها تسمح بتلخيص الأفكار و الاستنتاجات التي تم التوصل إليها خلال عمليتي التحليل و المناقشة. وإجمالا، فإن الخاتمة تلخيص كامل وليس ملخص، و في نفس الوقت، فإنها تتيح المجال لطرح أسئلة و إشكاليات أخرى من شأنها توسيع نطاق البحث مستقبلا في الموضوع.
وأخيرا، هذه كانت بعض الأفكار و الاقتراحات المرتبطة بمنهجية الإجابة على الموضوع التربوي و التي حاولنا أن نتقاسمها مع المرشحين المقبلين على اجتياز الامتحان المهني و التي نأمل صادقين أن تساعدهم في تدليل عقبات الامتحان ، حيث نكون بذلك قد ساهمنا و لو بالنزر القليل في إفادتهم.
اترك ملاحظة او تعليق